((انهم يكيدون كيدا * واكيد كيدا*))

بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم
(( انهم يكيدون كيدا *واكيد كيدا * فمهل الكافرين,امهلهم رويدا))
انهم , هؤلاء الذين خلقوا من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب, بلا حول ولا قوه ولا قدره ولا اراده ولا معرفه ولا هدايه والذين تولتهم يد القدره في رحلتهم الطويله والذين هم صائرون الى رجعة تبلى فيها السرائر حيث لا قوه لهم ولا ناصر انهم يكيدون كيدا ..
وانا – انا المنشىء . الهادي . الحافظ . المبدا. المعيد .المبتلي .القادر . القاهر. خالق السماء والطارق .وخالق الماء الدافق .والانسان الناطق وخالق السماء ذات الرجع .والارض ذات الصدع ... انا الله .. اكيد كيدا
فهذا كيد . وهذا كيد .وهذه هي المعركه ... ذات طرف واحد في الحقيقه ..وان صورت ذات طرفين لمجرد السخريه والهزء!
((فمهل الكافرين )) .. (( امهلهم رويدا )) .. لا تعجل . ولا تستبطيء نهاية المعركه . وقد رايت طبيعتها وحقيقتها . فانما هي الحكمه وراء الامهال . الامهال قليلا وهو قليل حتى لو استغرق عمر الحياة الدنيا
ونلحظ في التعبير القراني الكريم الايناس الالهي للرسول (( فمهل الكافرين امهلهم رويدا )) كانه هو – صلى الله عليه وسلم - صاحب الامر – وصاحب الاذن وكانه هو الذي ياذن بامهالهم او يوافق على امهالهم . وليس من هذا كله شيء للرسول صلى الله عليه وسلم – انما هو الايناس والود في هذا الموضع الذي تنسم نسائم الرحمه على قلبه صلى الله عليه وسلم , الايناس الذي يخلط بين رغبة نفسه وارادة ربه . ويشركه في الامر كان له فيه شيئا , وكانما يقول له ربه : انك ماذون فيهم . ولكن امهلهم . امهلهم رويدا . فهو الود العطوف والايناس اللطيف يمسح على الكرب والشده والعناء والكيد , فتنمحي كلها وتذوب ويبقى العطف الودود ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم