(( وانك لعلى خلق عظيـــــــــــــــــــــم))

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
(( وانك لعلــــــــــــــــــــــــــــــــــــى خلق عظيــــــــــــــــــــــــــــم)) الايه 4 من سورة القلم
انه الشهاده الكبرى والتكريم العظيم (( وانك لعلى خلق عظيم))
وتتجاوب ارجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود ويعجز كل قلم ويعجز كل تصور عن وصف قيمة هذه الكلمه العظيمه من رب الوجود وهي شهاده من الله ,في ميزان الله ,لعبد الله يقول له فيها (( وانك لعلى خلق عظيم ))
ومدلول الخلق العظيم هو ما عند الله مما لا يبلغ الى ادراك مداه احد من العالمين ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد صلى الله عليه وسلم تبرز من نواحي شتى , تبرز كونها كلمة من الله الكبير المتعال يسجلها ضمير الكون وتثبت في كيانه وتتردد في الملا الاعلى الى ما شاء الله وتبرز من جانب اخر , من جانب اطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقيها وهو يعلم من ربه هذا , قائل هذه الكلمة ماهو, ماعظمته, مادلالة كلماته , مامداها , ماصداها ويعلم من هو الى جانب هذه العظمة المطلقة , التي يدرك هو منها مالا يدركه احد من العالمين
ان اطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقي هذه الكلمه من هذا المصدر وهو اي محمد ثابت لاينسحق تحت ضغطها الهائل ولو انها ثناء, ولا تتأرجح شخصيته صلى الله عليه وسلم تحت وقعها وتضطرب , تلقيه لها ( أي للثناء) في طمأنينة وفي تماسك وفي توازن لهو دليل على عظمة شخصيتة فوق كل دليل , لقد رويت عنه صلى الله عليه وسلم روايات عديدة في السيرة النبوية وعلى لسان اصحابه , لكن هذه الكلمة اعظم بدلالتها من كل شيء اخر , اعظم بصدورها عن العلي الكبير واعظم بتلقي محمد لها وهو يعلم من هو العلي الكبير ومن ثم بقائه بعدها
(بعد ان قيلت له) بقائه ثابتا راسخا مطمئنا لايتكبر على العباد ولا ينتفع ولا يتعاظم وهو الذي سمع ماسمع من العلي الكبير.................................................................
ومرة اخرى اجد نفسي مشدودا للوقوف الى جوار الدلالة الضخمة لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الكلمات من ربه وهو ثابت راسخ متوازن مطمئن الكيان
لقد كان وهو بشر (صلى الله عليه وسلم) يثني على احد اصحابه فيهز كيان صاحبه هذا من وقع هذا الثناء العظيم وهو بشر وصاحبه يعلم انه بشر انه نبي نعم لكن في الدائرة المعلومة الحدود دائرة البشريه ذات الحدود فاما هو فيتلقى هذه الكلمة من الله عز وجل وهو يعلم من هو الله , هو بخاصة يعلم من هو الله هو يعلم منه مالايعلمه سواه ثم يصطبر ويتماسك ويتلقى ويسير انه امر فوق كل تصور وفوق كل تقدير
انه محمد وحده , هو الذي يرقى الى هذا الافق من العظمة
انه محمد وحده هو الذي يبلغ قمة الكمال الانساني المجانس لنفخة الله في الكيان الانساني
انه محمد وحده هو الذي يكافيء هذه الرساله الانسانيه العالميه حتى لتتمثل في شخصه حيه
انه محمد وحده الذي علم الله فيه انه اهلا لهذا المقام والله اعلم حيث يجعل رسالته واعلن في هذه انه على خلق عظيم واعلن في الاخرى انه جل شانه وتقدست ذاته وصفاته يصلي عليه هو وملائكته (( ان الله وملائكته يصلون على النبي ..............)) وهو جل شانه وحده القادر على ان يهب عبدا من عباده ذلك الفضل العظيم
والحمد لله رب العالمين

(( وانك لعلى خلق عظيـــــــــــــــــــــم)) 15871516